.

.

مُستحقاتنا العاطفية

Tuesday, March 25, 2008










لكل منا مُستحقاته العاطفية
مُستحقات يجب أن نحصُل عليها كاملة دون نُقصان
مُستحقاتِنا العاطفية يجب أن نحصل عليها في وقتها وفي آوانها وقبل إنتهاء تاريخ صلاحيتها فهي لاتحتمل التخزين ،نُحبها دائماً طازجة ..فِرش
مُستحقاتِنا العاطفية لا نقف من أجلها في طابور مثل طوابير الخبز المُر
مُستحقاتِنا العاطفية لا نقبل فيها التدليس والتزوير والغش فمن غشنا فليس منا
مُستحقاتِنا العاطفية هي حق مُستحق لنا وليست منح أو هِبات أو مساعدات إنسانية
مُستحقاتِنا العاطفية لانُطالب بها ولا نستجديها ولا نتسولها ونرفضها ونرُدها لو أتت إلينا عن غير طيب خاطر، نُريدها طواعيةً من النفس ومن القلب ومن الجسد كله
مُستحقاتِنا العاطفية هي مُستحقات فورية الدفع لاتحتمل التأجيل أو إعادة جدولتها وسدادها لنا على أقساط
مُستحقاتِنا العاطفية هي زادنا وذوادنا في رحلة عمرنا وكل محطاتها الزمنية ولا فائدة منها أن تأتي إلينا في محطاتنا الأخيرة وقد ذهب عنها طعمها ولونها ورائحتها، نريدها في كل المحطات من أول الخط حتى نهايته
مُستحقاتِنا العاطفية يجب ان نحصل عليها قبل أن تجف حبات العرق ويتوقف القلب عن دقاته ويرحل النبض عن الوريد من ساعة ميلادنا إلى لحظة مماتنا
لنا مُستحقات عاطفية لدى البعض وللبعض مُستحقات لدينا...فهل قمنا بسدادها في أوقاتها..؟

RETURN

Monday, March 3, 2008


قطعت بسيارتي نصف المسافة منطلقة من مدينتي قاصدة مدينة أخرى نمتلك فيها منزلاً أخر ، كنت قد اتخذت قراري بالابتعاد والانفصال عنه، كانت الصور تتوالي في ذهني وتمضي مسرعة موازية لتلال رملية على جانبي الطريق وهي تعدو وتمضي عكس اتجاه سيارتي
الفترة الأخيرة أفتقدنا فيها لأشياء كثيرة بيننا وتبدلت أشياء ، فحل الجدل والشجار والصراخ محل الكلمات والمشاعر الدافئة، وعلى أثر رجفة بسيطة من مقود السيارة انتفض جسدي كله وتنبهت للطريق لكنني سرعان ما تذكرت إنتفاضة جسدي وإرتعاشته حينما كانت أنامل أصابعه تلامس راحة كفي لقد إنقطعت أكُفنا حتى عن التواصل أصبحنا غرباء تحت سقف واحد
مازالت سيارتي تطوي الطريق أسفل عجلاتها ،والظلام شرع في نصب خيمته حولي، فبدت الأشجار والنباتات الصحراوية الكبيرة المترامية في أعماق جانبي الطريق وكأنها أشباح ، شعرت ببعض الرهبة تلاحقني ،نفس الرهبة التي كانت تلاحقني منذ أن بدأت الخلافات تدب بيننا والخوف من أن نصبح في يوم ما على مفترق طرق..وقد حدث
كانت تلك المرة الأولي التي يصفعني فيها ، كنت وأنا معه حينما أسمع أن رجلاًُ صفع إمرأة أنظر إلى يديه وأتسال داخلي هل من الممكن أن يأتي يوما وتصفعني هذه اليد ..يد حبيبي وزوجي؟ هل يمكن لهذة اليد الحانية التي طالما طبطبت علي في كل أيامي الصعبة يوم وفاة والدي أخر من تبقى لي من عائلتي فقد عوضني عنه كثيراً وأخبرني وهو يحتضني بين ذراعيه ويده تمسح وتربت على ظهري انه سيكون لي كل شئ في هذه الدنيا وقد كان

أتذكر يده..صفعته.. نعم هي نفس اليد التي احتضنت يدي طوال غيبوبة ظللت فيها عدة أيام بعد عملية جراحية اجريت لي أثر حادث سيارة مروع تعرضت له ظل بجانبي لم يفارقني حتى أفقت على وجهه وعينيه تزرف الدموع خوفاً وحزناً علي،وقتها أخبرته بصوت ضعيف وبأنفاس متقطعه، لا تخشى شيئاً ألم أعاهدك أننا لن نفترق أبداً
أتذكر يده..صفعته.. نعم هي نفس اليد التي كانت تدللني دائما كطفلة صغيرة يحملني بين يديه يطوف بي ارجاء عش الزوجية ، وحين نجلس للطعام يأبى أن تمتد يده الى فمه بالطعام قبل أن يُطعمني أنا أولاً ولايغفل له جفن قبل أن يطمئن أنني استغرقت في النوم بسلام كطفلة صغيرة بين ذراعيه
كنت عندما أسمع عن إمرأة طلقها زوجها أنظر الى شفتيه متسأله داخلي هل من الممكن أن يأتي يوما وتنطق هذة الشفاه بكلمة .. أنتي طالق.. وهو الذي رفض أن يتخلى عني وأعلنها أمام أهله حينما كانوا يرفضون زواجنا لكوني من أسرة بسيطة لكنه تمسك بي ولم يأبى بحرمانه من ثروة ابيه الضخمه وأخبرني أن اجتماعنا وارتباطنا سويا هو الثراء وفي افتراقنا الذي لا يرضاه هو الفقر بعينه
وعندما كان يصل إلى سمعي أن رَجُلاً تزوج على إمراته لكونها لم تنجب له وتحقق له حلم الأبوة يقفز الخوف داخلي .. هل من الممكن أن يحدث مثل هذا معي بعد أن فشل حملي عدة مرات وقد أخبرنا الأطباء ان نسبة حدوث حمل معي لاتزيد عن واحد في المائة ولكنه دائماً ما طمأنني كثيراً ان قلبه وحياته لا يسعان الا لشخص واحدً فقط هو أنا وأنه لن يرضى عني بديلاً حتى لو كان في ذلك حرمانه من عاطفة الأبوة
لكن في الفترة الأخيرة بيننا تبدل حاله معي لم يعد يهتم بي وأصبح غيابه عن المنزل كثيراً وأصبح الشجار بيننا عادة يوميه بسبب اتهامي له بإهمالي وبأنه يعرف إمرأة أخرى دون أي دليل مني على ذلك ولكنه كثيرا ما كان ينفي ذلك وأنه يمر بفترة صعبه في مشاريعه وعلى أثر هذا توترت العلاقة بيننا الى أن تطورت اليوم الي حادثة صفعه لي على وجهي بعد أن اتهمته بالخيانه الصريحة التي اعتبرها اهانه شديدة لذاته وقيمه، وكلمة يرفضها شكلاً وموضوعاً
وفجأة وسط هذا الظلام الذي لا يشقه غير ضوء مصابيح سيارتي الممتد على الطريق ظهرت علامة مرورية بعيدة على يسار الطريق علامة مرورية إرشادية اختيارية لقائدي السيارات بجواز السماح بالاستدارة والعبور للجانب الأخر من الطريق والعودة ان شاءوا ذلك.. لا أدري شعرت وكأن تلك اللوحة الإرشادية وضعت من أجلي ومن أجل تلك اللحظة القدرية وأنها تطالبني و بقوة بالتقييم العادل بعد كل ما استعرضته أمامي من مشاعره الرقيقة نحوي في سنوات قضيناها سويا كالحلم .نعم كانت تلك هي القاعدة وأن ما حدث منه اليوم لم يكن إلا استثناء وأنه ليس من العدل أن أنسى وأنسف القاعدة من أجل الإستثناء
العلامة المرورية أصبحت أكثر وضوحاً ومكان نقطة الاستدارة أصبح أكثر قرباً، شعرت بلحظة لم أشعر بها في حياتي من قبل شعرت بكل الأنظمة داخل عقلي وبكل العاطفة التي يمتلكها قلبي تعمل بسرعة شديدة على اتخاذ قرارسريع قبل أن أصل إلى نقطة الاستدارة ، هل أتجاهل الاستدارة وأكمل طريقي وغضبي من أجل الإستثناء وعدم تقبلي للإهانه ولعدم استعدادي لتقبلها مرة أخرى وبعدما شعرت أنها أحدثت شرخا داخلي ،أم أغفر له واسامحه وأعمل إستدارة ورجوع من أجل القاعدة ..والسنوات الجميلة وعدم نسفها لمجرد صفعة جاءت في لحظة غضب .
ياالله نقطة الاستدارة والرجوع تقترب أكثر وأكثر وبسرعة شديدة...استنفرت كل طاقتي الفكرية والعاطفية..هل أكمل السير والاتجاه للأمام... أم أعمل...

؟؟return