.

.

واستسلمت له

Wednesday, October 9, 2013





بين نهايات العقد الثاني
 وبدايات العقد الثالث من عمرها شدَ إنتباهها
 وبرغم وجوده الدائم في حياتها
إلا أنها لم تكن تلتفت إليه أو تعيره إهتمامها
الأن إرتبطت به ارتباطاً وثيقاً
عن وعي منها أو دون وعي
إحتل منها مساحات كبيرة من تفكيرها وإحساسها
شاءت ذلك أم آبت.. لم يكن لها إختيار
وعندما توددت إليه 
وإقتربت منه بشدة عرفته جيداً
إنكشف لها أمره
كشف لها عن وجهه الحقيقي عن أسوأ خصالة
دوماً متعجلاً
ليس من طبعه التمهل والانتظار والتأني والصبر 
أصبحت تخشاه وتخشى عليه 
وبرغم ذلك فهي تلازمه ويلازمها
تلتصق به ويلتصق بها
يرافقها في كل مواقف الحياة الصعبة واللينة
المزعجة والهادئة، المفرحة والمبكية
يلازمها دوماً
لكنه لايتوقف معها عند حادثة أو موقف أو أي شعور
محايد هو.. فلا يهنئها في فرح ولا يواسيها في جرح
سيان عنده دمع فرحها أو دمع حزنها
سيان عنده لحظات نجاحها أو ساعات فشلها
سيان عنده راحة بالها أو ثورة غضبها
تلك العجله الدائمة من أمره والتي أصبحت رهن لها
تخيفها بشكل جنوني 
كم تمنت أن يتمهل قليلاً 
أن يهدأ ويبطئ من إيقاعه 
كم تمنت أن يستجيب لأمرها ويرق لحالها
لكنه لايرق ولايستجيب
 وبين نهايات عقدها الرابع
وبدايات عقدها الخمسين
كان قد احتل من نفسها ومن جسدها الكثير والكثير
يحاصرها باستمرار
يذكرها بوجوده القهري معها في الصباح والمساء
في السهر والنوم
في كل فستان ترتديه
وفي كل مرآة تنظر إليها
كانت في السابق تتحايل على نفسها
وهي تظن أنها تتحايل عليه وتخدعه
ليتمهل قليلاً كي تأخذ أنفاسها
وتهنأ بما تبقى لديها
من بقايا جمالها وشبابها
ولكنها اليوم لن تخدع نفسها
ولن تمنيها بما هو مستحيل
أيقنت أنه لا سبيل لإيقاف قطار العمر
وهو يجري ويمضي بها بأقصى سرعة إلى ما شاء الله.











حسن أرابيسك