.

.

حاول تفتكرني

Saturday, January 2, 2010










قصة قصيرة
القلب مكلوم ، والعقل مهموم ، والصدر مغموم ، والنفس قلقة، والجسد مكدود ، نال منه الوهن ، شئ خفي يطبق على صدري يثقله يخنقه، أحسست أنني على غير طبيعتي على غير عادتي ، لا رغبة لي في البقاء وإستكمال طقوسي التي إعتدت عليها في نهاية كل أسبوع في الساعات الأولى من الليل في رحاب مسجد مولانا الحسين ، أجول عبر دروب وحارات وأزقة وبيوت عتيقة متضامة وممرات ضيقة لخان الخليلي ومساجد قاهرة المعز، وعندما ينال مني التعب وأشعر بالجوع تأخذني قدماي لمطعم العهد الجديد لتميز طرازه الإسلامي القديم وتميز مأكولاته ، أكتفي من الطعام بشئ خفيف ولا أثقل على معدتي كعادتي في السهر، ثم أرتد مرة أخرى للساحة التي تقع أمام مسجد مولانا الحسين أجلس على مقهى علوي أعتدت التودد عليه ، مقهى ملحق بفندق قديم يُمكنني من رؤية بانوراما رائعة للمكان بكل أبعاده الحسية والروحية ، جامع الأزهر وجزء من شارع الأزهر ومباني عتيقة ومسجد مولانا الحسين وبراح الساحة التي تمتد أمامه ، أتابع حركة دؤوبة لاتنقطع هنا ليلاُ ونهاراً، حركة لاتهدأ من زوار المكان ومحبيه وقاطني الحي والبائعين المتجولين والشحاذين برذالتهم ودراويش الحسين ، أقضي الساعات المتبقية من الليل مابين التأمل لكل شئ حولي وقراءة الطبعات الأولى لبعض الجرائد وتدخين النرجيلة ، حتى إذا أذن الفجر ولجت مسجد مولانا الحسين لأداء صلاة الفجر، وبعد صلاتي أطوف بضريح سيد الشهداء ، ثم أنتحي بنفسي إلى ركن قصي أتنسم ود مقيم وجسور متينة بيني وبين المسجد هنا ، هسهسات تسابيح المصلين ، وصوت جميل يرتل القرأن ، أجول ببصري كل شئ حولي ، التفاصيل المعمارية ، الأعمدة الباسقة ، الأسقف المزخرفة ، الحشوات الخشبية ، الزجاج الملون المعشق ، المقرنصات الحجرية ، السجاد القديم ، الرخام الملون ، الآيات القرأنية الغائرة في الجدران ، وبإكتمال الصفاء والهدوء والسكينة والطمأنينة داخلي تكون إشارة الإذن لي بالخروج وأستقبال بدايات النهار، وبين الكادحين الملتفين حول عربة فول مدمس قبل سعيهم لرزقهم أتخذ موضعاً وقد شمرت عن ساعدي لإلتهم طبق الفول المدمس وبعض اكسسواراته المهمة والضرورية من سلطة وبصل أخضر وباذنجان مخلل وما أن أنتهي من وجبتي المفضلة أمشي قليلاً ثم أنعطف إلى قهوة الفيشاوي أجلس في ركن بداخلها لأحتسي كوب شاي بحليب بربري ومع شروق الشمس تبدأ رحلة العودة للبيت ، لكن في ليلتي هذه لم يكتمل برنامجي فقط اكتفيت بالتجول داخل بعض مناطق قاهرة المعز المجاورة لمسجد مولانا الحسين، ثم أصابني ما أصابني ، لفني أسى إنساني كثيف ، أقنعت نفسي أن جسدي ربما يرغب في بعض الراحة ،فكرت قليلاً ، حاولت العدول عن فكرة عودتي للبيت ، لكن داخلي رغبة شديدة ملحة في العودة للبيت والتمدد على سريري ، حتى أنني تمنيت من يقود السيارة بدلاُ عني ، عُدت وقد إنتصف الليل تقريباً ، توقيت مُبكر بالنسبة لي ، سيان ، رجعت مبكراً رجعت متأخراًً لايوجد في البيت من يسألني ، إجتزت ممر ضيق يشطر حديقة البيت لنصفين ، فضلت أن أتجه للمرسم أمدد جسدي على أريكتي المفضلة ، وعندما إقتربت من باب المرسم وجدته مفتوحاً موارباً بعض الشئ ، إندهشت ..إستغربت ، أحيا في البيت بمفردي منذ زمن ، ولم أخشى يوماً عفريت من الجن، لكنني أخشى عفاريت الأنس وإغتصابهم فيما ليس لهم حق فيه ، فأنا لاأخشى على شئ بداخل البيت والمرسم سوى اللوحات التي رسمتها والتحف التي أعتز بها كثيراً وتعبت في جمعها من بلدان مختلفة زرتها ، وتحف أخرى ورثتها ، ثلاثة أبواب لم أنسى يوما أن أغلقها خلفي لكل من الحديقة والمنزل والمرسم ، فباب الحديقة كان مغلق فهل يوجد عفريت من الأنس قفز من فوق السور واقتحم المنزل والمرسم ، لاأعرف لا أستطيع التخمين ، دفعت بيدي باب المرسم وانا متوجس ، عبرت عتبته ببطء شديد ، لكني لم أستطع أن أبطئ من دقات قلبي المتسارعة ، أغلقت الباب خلفي ، وقفت برهة ، لم اصدق نفسي ، شممت رائحة لها رجع قديم عندي ، ولكن كيف لي بها وأنا منذ زمن يصاحبني هنا فقط رائحتان، رائحة تبغ الغليون وعبق المكان بحجارته الضخمة العتيقة عندما بناه جدي على الطرازالإسلامي القديم ، إخترقت الرائحة حنايا روحي قبل أن تخترق جسدي وأنفي ، أنها رائحة عطر، نعم عطر، انه عطرها ، معقول ..! أنا واثق أنه عطرها ، لم لا ، لم يكن لغيرها أن يمتلك سر تركيبة هذا العطر ، لم يكن لغيرها أن يمتلك صك عبور عتبة تلك الدار ، لم يكن لغيرها أن يمتلك مفتاحاً أخر لمرسمي ، لم يكن لغيرها أن يمتلك مفتاحاً أخر لقلبي ، لم يكن لغيرها الحق في إقتحام خلوتي ، لكنني إستبعدت ذلك الخاطر، وتلك التهيؤات من رأسي ، لن انخدع في أمنيات صدري ، وأحلام هذا الذي يقبع خلفه ، كسجين وقع عليه الحكم ، مذهول غير مصدق ، ينتظر المستحيل ان يحدث ، أن تأتي الشمس من مكان أفولها ، ثلاثة أعوام مضت على إفتراقنا ، منيت فيها نفسي أن تأتي إلي.. أن تزورني ، فهل جاءت إلى يسبقها ويتبعها عطرها ، هل جاءت تحن لي وتمنحني صفحها ، هل سامحتني ، هل غفرت لي ، يالله ، ما هذا الذي أفكر فيه ، ولكنه عطرها ، نعم أنه عطرها ، واقف أنا لم أحرك ساكناً في ردهة طويلة شبه مُظلمة في نهايتها مدخل مباشر لقاعة المرسم يكشف جزء كبير من المكان ، زاد قلقي إضاءة خافته لفانوس إسلامي معلق على الجدار المقابل في نهاية قاعة المرسم بإمتداد الردهة التي أقف فيها، على يقين أني لم أقم بإنارته قبل خروجي ، شعرت أنني على شفا أمر عظيم ، وقبل أن أرفع قدمي من على الأرض لأتجه صوب قاعة المرسم ،خيل لي أنني رأيت شخصاً تحرك ذهاباً وأياباً ، لم أميز التفاصيل، ولم أكتشف الملامح، وفجأة وقف الشخص أمام لوحة كبيرة يفترشها الضوء الخافت للفانوس الذي يعلوها ، لوحتها التي رسمتها لها قبل أن نفترق بشهور قليلة ، القدر يعرف ما لانعرفه ، يرتب ويدبر لنا بعض الأشياء ، لانعرف معناها ربما لحكمة قد لانعلمها في حينها ، ولكنه يدخر حكمة معرفتها لوقت لاحق ، لكل شئ سبب ، لكل شئ زمن ، لكل شئ حكمه ، أشعر أنني غير قادر على الرؤية بشكل جيد ، ربما سببه إرهاق سهر الليالي والقرأة كثيراً في الكتب الورقية ، والكتب الألكترونية ، وقلة النوم ، لكن بعد إغماضة العينين وشهيق عميق ، إستعدت قدرتي على الرؤية بوضوح ، رأيت ، ومارأيته لم يستوعبه بصري وعقلي ، فما أراه أمامي ليس بلص ولا شبح ،إنما هي بشحمها ولحمها ، بإطلالتها وطلعتها ، لكنني لم أدنو لم أقترب ، أطراف جسدي باردة تجمدت، دقائق مرت ولم تتحرك من أمام لوحتها التي رسمتها لها بنسب حجمها الطبيعي ، تقف أمامها وكأنها تقف أمام مرآتها ، تقف أمامها وكأنهما تؤامين تلاقى بعد غياب طويل ، تقف وكأنها كانت هنا بالأمس ، لم تشعر بعد بوجودي ، ظهرها لي ، مازالت على حالها على جمالها ، تفيض حيوية ، لم تتغير، قوامها ممشوق كرمح في كنانته ، بياض جسدها خلف غلالة رقيقة يشرق كشمس في بدايات نهاراتها ، شعرها الأسود الفاحم المنسدل على ظهرها يقبل مشارف أردافها ، شذى عطرها يملئ فراغ المكان يلتف حولي يتغلغل داخلي ، عبق المكان والزمن القديم هنا استسلم أمام عطرها وتنحى جانباً ، مازالت بعد تقف أمام صورتها ، كم ترجتني ان تأخذها معها في أخر لقاء بيننا هنا ، قالت لي أن صورتها ستعذبني لو ظلت هنا ، ترجتني أن تأخذها من هنا ، ترجيتها أن تتركها لي هنا ، ألحت علي ، أصررت على رأي ، أذكر أنه الطلب الوحيد الذي رفضته لها على مدار علاقتنا ، كم زارتني كثيراً في مناماتي ، تستحلفني أن أرفع صورتها من على الحائط ، حاولت إنزالها مراراً ، وفشلت مراراً ، كنت كلما حاولت ، لم تطاوعنِ يداي على فعل ذلك ، ثلاثة أعوام مضت ولوحة صورتها على الحائط معلقة ، مازالت تقف أمام صورتها تتأملها ، وفجأة بإيقاع تدريجي تصاعدي ، ترنمت بكلمات من مقطع لأغنية قديمة لعبد الحليم حافظ ، كم جمعتنا أغانيه لنستمع لها سوياً ، ثم صدحت بصوت أوبرالي عذب ، صوت يشي بإيقاع الزمن الخفي النائي القصي جداً ، ياللي وانت بعيد معايا نفسي يوم تسمع ندايا ، تعالى .. تعالى ، وان مقدرتش تيجي تاني ، ونسيت زماني ونسيت مكاني ، إبقى إفتكرني ، حاول حاول تفتكرني، انسالت دمعة على خدي ، شعرت ببعض الدوار ، كل شئ إختلط علي ، هل ما أراه حقيقة ، هل أنا واهم ويخيل لي ..؟ ربما .. من فرط حنيني ، هل أصابني بعض من الجنون..؟ ربما .. فالحزن الشديد قد يولد بعض من الجنون ، هل أنا مخمور.. ؟ لا.. فأنا لم أعاقر الخمر منذ إفتراقنا ، حرمت خمر الشفاه على نفسي ، أغمضت عيني وفتحتهما ثانية ، ربما العين تخدعني ، والعقل يوهمني ، والأيام تسخر مني ، لكنها بالفعل أمامي ، هي الحقيقة وما عداها باطل ، هي الأصل ومابعدها منسوخ ، هي الثوابت ومادونها متغير ، هي المرئي وما حولها خفي ، وددت أن أقترب، أن أدنو ، ولكن أطرافي عاجزة عن الحركة ، ولساني عاجز عن النطق ، أطالعها بعينين أسيانتين ، كظامئ مقيد يبسط نظره إلى الماء وماهو ببالغه ، دعوت الله ، أن يُشد من آزري ، أن يرفق بقلبي ، أن تحملني قدماي إليها ، أن ينطق لساني بأسمها ، وأثناءسكوني وإبتهالي ودعائي ، تحركت هي ، إستدارت بجسدها كله للخلف في حركة نصف دائرية ، سحبت روحي معها ، أصبحت على مرأى منها ، رمت ببصرها إلي ، وافاني إشعاع من عينيها ، بمدد فبددت تعبي ، وضاعفت شوقي ، أفرجت عن إبتسامة ، يحملها وجه بهي سمح بجبين وضاء ونظرات حب شفوق ، ذهبت عني الرجفة ، هدأت نفسي سرت ، أنست بعد وحشة ، نزل في قلبي أمن وشوق ، هفهفت فرحاً ، نطقتْ بأسمي ، نطقتُ بأسمها ، طاوعني لساني ، طاوعتني قدماي ، أسرعت الخطى ، إن ما تراءى لي نائياً صار قريباً جداً ، إندفعت إليها فاتحاً ذراعي ، وقد سبقني حنيني إليها يعانقها ، يعانق الأيام والعشرة الجميلة بيننا ، يعانق أجمل مافي عمري ، إندفعت إليها فاتحاً ذراعي ، وقد سبقني حنيني إليها ، محيطاً خصرها بذراعي ، لإلتصاق جسدها بجسدي، لإنغراس نهديها في صدري ، لتقبيل ثغرها، لعذوبة رضابها ، إندفعت إليها فاتحاً ذراعي ، وقد سبقني حنيني إليها ، شوقاً للفرح في حضنها ، ورغبة للبكاء على صدرها ، إندفعت إليها فاتحاً ذراعي ، ولم يتبقى بيننا سوى خطوة واحدة ، خطوة واحدة ويرتد فيها إلي عمري وبصري وفرحي ، خطوة واحدة وترحل عني كل همومي وأحزاني وألامي ، خطوة واحدة لأتحول من إنسان تعس لأنسان سعيد ، من نفس معذبة شقية لنفس أمنه مطمئنة ، خطوة واحدة وتصبح الدنيا كلها بين يدي ، لاأطمع في أكثر من ذلك ، لكننا نشاء ونتمنى ونسعى، وتشاء الأقدار شيئاً أخر ، في الخطوة الأخيرة ، شاء القدر أن تلتف الساق بالساق ، تتعثر قدماي ، أسقط على الأرض ، ينبطح جسدي كله أمامها ، غبت عن الوعي ، لم أفق إلا في الساعات الأولى من الصباح ، فتحت عيني وجدتني مازلت منبطح على الأرض ، صورتها فقط هي التي أمامي ، وأنا مازلت مشوش ، كانت نفسي هنا ، أين ذهبت ، أين اختفت ، إرتدَ وفاضي خاوياً ، لم يحط بشئ ، ومع تمام إدراكي لما حدث ، رفعت وجهي إلى صورتها مردداً ، بصوت متقطع ، وبنفس متهدج ، كلمات الأغنية التي سمعتها منها ترددها قبل أن أفقد وعيي ، ياللي وانت بعيد معايا نفسي يوم تسمع ندايا ، تعالى.. تعالى ، وان مقدرتش تيجي تاني ونسيت زماني ونسيت مكاني ، إبقى إفتكرني ، حاول حاول تفتكرني، سال الدمع من عيني ، بكيت كثيراً ، فهمت الرسالة ، نعم فهمت الرسالة ، عرفت أنني يجب أن أذهب إليها الأن ، ثلاثة أعوام مضت وأنا غير قادر على هذا الفعل ، قدماي دوما لم تطاوعني للذهاب إليها ، كنت أشعر أنني لاأحتمل الموقف ، لاأحتمل الحقيقة ، حزمت أمري ، لملمت حالي ، إتجهت لمحل زهور إبتعت منه باقة من الورد ، ثم سلكت الطريق المؤدي إلى مسكنها ، قطعت المسافة الفاصلة ، ولجت مقابر السيدة نفيسة ، سعيت لمدفن أسرتها ، جثوت على ركبتي أمام قبرها ، سجدت على الأرض ، لثمت بشفتي تراب ضمها إليه ، تراب سبقني إلى ضمها ، حلل ضمها إليه وحرمه علي ، سلمت عليها أخبرتها أنني أتيت لها بكل الورود التي كانت تحبها وعلمتني معاني أسمائها ، زهرة الأقحوان للولاء والاخلاص ، هيدرانجيا للقلب المخلص ، زنبق الياقوت للوفاء ،أستر للصبر والاحتمال ، نثرت الورود على قبرها ، قلت لها أنني هنا معك ، أنني سمعت كلمات الأغنية ، أخبرتها أنني فمهت الرسالة ، وقفت أرددها ، ياللي وانت بعيد معايا نفسي يوم تسمع ندايا ، تعالى .. تعالى ، وان مقدرتش تيجي تاني ونسيت زماني ونسيت مكاني ، إبقى إفتكرني ، حاول حاول تفتكرني ، أجهشت بالبكاء ، ... قرأت ماتيسر من القرأن الكريم ..قرأت الصمدية .. قرأت الفاتحة ، أسندت رأسي على الشاهد الرخامي لقبرها ، أفضفض لها أخبرها بحالي بعد رحيلها ، ورغبتي في التوحد بذاتي ، وإلى من أخلو بعدها ...!! وقد ذهب عني الونيس وأصبحت لوحشة حبيس ، طمنتها أن البيت مازال بيتها ، كل ركن فيه يحن إليها ، كل موطئ قدم لها فيه باقي آثره ، كل شئ هنا تدثر بحزن فراقها ، الجدران والأعمدة والأسقف والنوافذ والزخارف والأثاث والستائر ، الألوان ذهبت ألوانها ، والنباتات ولى ربيعها ، أخبرتها أننى مازلت أمارس طقوساً كنا نمارسها سوياً ، طرقاً نسلكها ، وأماكن نرتادها ، وطعاماً نأكله ، وموسيقى نسمعها ، ولكنها طقوس ضاعفت الخواء والوحشة داخلي ، طقوس لاروح فيها ولا حياة ،أخبرتها أن المدينة كئيبة من غيرها ، أن قاهرتي حزينة عندما تراني بدونها ، الطرقات والدروب والبيوت والأماكن ، أكتئبت وشاخت وتغيرت ملامحها ، والنيل نحل وشاب ولم تزف إليه عروس بعد رحيلها ، فهي أخر عروس ، وأخر ملكة ، ملكة حاضرة غائبة عن عرشها ومملكتها ، مملكة لم يتبقى فيها سوى أطلال ديارها ، وجذوع نخل خاوية ، وبعض من الجواري ، وهل تجلس الجواري على عروش ..!! ، قلت لها أعرف أنك تودين معرفة أخبار رحلتي الفنية وعلى أي مرفأ رسوت بسفينتي ، أخبرتها بحال مشاريعي الفنية ، مشاريع عرجاء مؤجلة ، بعد إغتصاب الحلم مني ، وسرقة الفرح مني ، ثم ظللت لبعض الوقت مطرقاً ، لم أشعر بإنقضاء النهار إلا والشمس في أواخر أفولها ، أدركت أنه وقت الفراق، فكل مجتمع مصيره إلى إفتراق ، أخبرتها أنه وقت الرحيل ، وشتان بين رحيلي عنها ورحيلها عني ، فرحيلي لمنازل لاثبات لها ولا ثبات لأحد فيها ، أما رحيلها عني رحيل إلى دار حق، وعدتها ألا أنقطععن زيارتها أبداً ماحييت
تمت
حسن أرابيسك