.

.

عادة

Sunday, May 11, 2008




عادة
إستمرأتها
بين نهايات النهار
وبدايات الليل
تختلي بنفسها
تحتويها جدران دافئة
تنزع عن معصمها سوارها ..قيدها الذهبي
وطوق ذهبي حول رقبتها
تدلى منه جعران مسكنه بين نهديها
ينسلخ عن جسدها ثوب ضيق ..زنزانته وسجانه
تتخلص من كل الحراس الصغار على مفاتن جسدها
تُلقي بهم في الهواء في زوايا متفرقة
تعتق جسدها
تترك له حرية البوح والتعبير الحركي
تنزع من راسها صور وخيالات يوم ثقيل 
وإلتواءات لغة تخلت عن قواعد صرفها
وبرمجة عصرية أثقلت كاهلها
تترك ورائها مخلوقة شمسية تعبة
أحرقتها الشمس في براءتها
إمتصت منها رضاب انوثتها
تجلس أمام لوحتها المسطحة
لوحة مظلمة .. معتمة
إحتوت بين أضلاعها الأربعة
فضاء مظلم ..سحيق
وعالم إفتراضي
تقفز إليه دون خوف
تسبح وسط كائناته الخفيه
عالم خارج
المنطق
والحسابات
والمسافات
والمقاييس
والأزمنة
والأمكنة
والتفاصيل
عالم إفتراضي
تبحث فيه عن كوكبٍ.. جُرمٍيحولها.. يُبدلها من مخلوقة شمسية تعبة
إلى مخلوقة قمرية
تعيش على حلمها بلقاء مخلوق قمري أخر
تعانق نسائمه الطائرة
تستمع معه لأغنية عابرة
تحيا معه في سكينة وسلام
يشاركها دقائقها القليلة
دقائق تقتنصها من ساعات وأيام
قبل أن تُغتصب منها سنوات عمرها
شاءت أم آبت


حسن أرابيسك