.

.

المرتدة

Saturday, November 14, 2015
















المرتـــدة
    بقلم حسن أرابيسك


تنتفض في مكانها
تفك قيدها
ترقص فرحا
تهم بالخروج إليه
ولكن فجأة
تباطئت
ترددت
توقفت
لم تعرف صاحبتها سبب توقفها
هل خائفة من شيئ ما.. ؟
هل لا تمتلك الجراءة بعد..؟
هل هي عدم ثقتها بعد في هذا الحب..؟
هل هو غير جدير بها..؟
هل هي عزة نفسها..؟
أم أن الوقت لم يكن مناسباً .. كيف
 وتلك ليلة مميزة
بين ضوء شمعتين
وشاي ساخن في فنجانين
وأريج يفوح من زهرتين
وبقايا حبات المطر عالقة على زجاج ضلفتين
وموسيقى حالمة حوارها بين قيثارتين
فلما لاتخرج له.!
حاولت صاحبتها أن تساعدها في الخروج إليه
أوحت لها أن تلك فرصة جميلة
والفرص الجيدة في الحياة قليلة
والعمر غير مؤتمن
وما تبقى منه قليل
شجعتها
طمأنتها
إستشعرتها
وهي تسجيب لها
 تهم  بالخروج إليه
ولكن ببطئ شديد
تتقدم قليلاً
قليلاً
تتعثر
وكأن الوهن نال منها
ثم تتأخر كثيراً
ترتد
حاولت معها صاحبتها مرة أخرى
حاولت أن تثنيها عن إرتدادها
حاولت دفعها
إقناعها
لم تفلح معها
تعبت
عرفت أنه لا فائدة
وأنه لاسبيل لأخراجها إليه
أيقنت
أنها اتخذت قراراً بالأنسحاب
دون أسباب
والرجوع إلى مكانها
إلى عذابها
حاولت معها محاولة أخيرة
محاولة يائسة
محاولة فاشلة
وهي على حالها
لم يتغير منها شيئ
فقد أبت
واستحكمت
وأستعصت على الخروج إليه
ليس من بين ضلفتي باب
ولكن من بين شفتيها
أستعصت وأبت كلمة ( بحبك ) أن تخرج من بين شفتيها إليه



لم تستطع شفتيها سوى أن ترتعش وتتمتم وكأنها بلغة خفية بحروف غير منطوقة تٌسبح على إيقاع صوفي لدقات قلبها بحبك .. بحبك .. بحبك،وهو مازال جالسا أمامها تعبث أصابعه بوريقات قصيدته الجديدة على طاولة صغيرة تجمعهما في ركن قصي بجانب نافذة زجاجية يطل من خارجها  بدايات ليلة شتوية .