Friday, January 25, 2008
نزع عنه ملابسه وهو يتمنى أن ينتزع معها أشياء أخرى كثيرة بداخله، وبحركة شبه قتالية من يده أدار مقبض المطر الصناعي ، وقف تحت الماء المتساقط عليه كنصب لجندي مجهول مُنتصباً ًفي الفراغ المُحيط به،جندي تفانى وأعطى الكثير لأشياء كثيرة في حياته للعمل وللحب والعلاقات الإنسانية، يتساقط الماء على جسده ثم يُكمل تساقطه تاركاً جسده مصطحباً معه الكثير من الإرهاق الذهني والبدني ً، فتتساقط معه أشياء كثيرة ولكن تبقى أشياء أخرى تأبى السقوط ، أشياءها..نعم فمازالت أشياءها مُكدسة داخل عُلب ذاكرته وعلى جسده وداخل غرفة نومه،وفي سيارته، وفي مكتبه، أشياء لم يتخلص منها بعد... أشياءها مازالت طازجة لم يزحف عليها الغبار ولم ينسج حولها العنكبوت خيوطه ليُخفيها عنه.. حاول كثيراً أن يتجنب أشياءها..أن لا يعبث بها، لملم بعض منها وكفنها داخل صندوق كرتوني وأحكم إغلاقه بشرائط لاصقة ، ورغم هذا كان يعرف أنه لم ينجح بعد في لملمة أشياءها التي إستشعرها داخله بقوة، كان يدرك أن مشاعره تسبح داخله ضد أشياءها وكان على يقين أيضا أن أشياءها تيار جارف يسوق مشاعره رغماً عنه ليقذف بها في نهاية الأمر على صخرة صلدة من الذكريات، أشياءها تقهره تحوم حوله تلتف حول جسده كأطياف ضبابية.. لاتهدأ عن الحركة والدوران في محاولة منها لاكتشاف ماهية هذا المخلوق الأرضي..تعبث به .. تسخر منه.. وهي ترى غبائه وعناده في محاولة الإمساك بها ..
أشياءها تقتحمه بعنف تتجاوز كل موانعه المصطنعه والطبيعية ، ظل يحاول أن يُلملم تلك العلاقة من داخله ويقذف بها خارج كل أبعاده الروحية والذهنية والجسدية، القى بها في البعد الأول ..فارتدت..فألقاها في البعد الثاني..فارتدت مرة أخرى..ثم أعاد المحاولة فألقاها في البُعد الثالث فارتدت وبأكثر قوة عن ارتدادها الأول والثاني ..،تلفت حوله باحثاً عن أبعاد أخرى ليُلقيها فيها ...فلم يجد.... ولكنه ظل يحاول..ويحاول ، كما ظلت أيضا أشياءها تأبى السقوط
أشياءها تقتحمه بعنف تتجاوز كل موانعه المصطنعه والطبيعية ، ظل يحاول أن يُلملم تلك العلاقة من داخله ويقذف بها خارج كل أبعاده الروحية والذهنية والجسدية، القى بها في البعد الأول ..فارتدت..فألقاها في البعد الثاني..فارتدت مرة أخرى..ثم أعاد المحاولة فألقاها في البُعد الثالث فارتدت وبأكثر قوة عن ارتدادها الأول والثاني ..،تلفت حوله باحثاً عن أبعاد أخرى ليُلقيها فيها ...فلم يجد.... ولكنه ظل يحاول..ويحاول ، كما ظلت أيضا أشياءها تأبى السقوط
حسن أرابيسك